تأويل الاسم بالاسم وأثره في المعنى القرآني

Abstract

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الميامين.أثارت انتباهي عند مطالعتي لتفاسير القرآن الكريم كثرة تأويلات المفسرين فيما يخص تأويل اللفظة باللفظة سواء كانت حرفاً أم اسماً أم فعلاً. وبما أن القرآن الكريم كلام الخالق العظيم الذي أبدع في خلق من أبدع هذه اللغة وابتكرها، تهيأ لي أنّ في كثير من تأويلات المفسرين حرجاٌ كبير، لاسيما أن القرآن الكريم رسالة للبشر تحمل ألفاظه المعاني المراد إيصالها، فهل يصح تأويل هذه الألفاظ بأخرى؟ وهل يبقى المعنى واحداً لو صحّ؟ وهل عزيز على الله ـ عزّ وجل ـ أن يأتي بالألفاظ المتأوَّلة؟ وهل تأويل المفسرين جاء عن حكمة ودراية؟... إلى آخره من الأسئلة التي تكونت في ذهني، فعزمت متوكلاً على الله في البحث في مسألة تأويل اللفظة باللفظة وكانت نيّتي بداية الأمر هي دراسة تأويل الألفاظ عموماً كتأويل الحرف بالحرف، الاسم بالاسم، والفعل بالفعل، ومناقشة آراء العلماء، ولكن غاية البحث، والهدف منه، والمنهجية التي حددت صفحاته حال دون ذلك؛ لذا قررت أن أبحث في تأويل الاسم بالاسم وأثر هذا التأويل في المعنى القرآني.لقد أفدت كثيراً من كتاب (التأويل النحوي في القرآن الكريم) للدكتور عبد الفتاح الحموز الذي بحث في تأويلات المفسرين من جهة النحو وبين آراء النحويين والمفسرين وتأويلاتهم، ولم يكن منهجه البحث في الفروق بين معاني الألفاظ الأصلية والمتأولة، لذا بدأت من حيث انتهى الأستاذ عبد الفتاح الحموز، وقد اعتمدت على إحصائه الآيات القرآنية، فقد وجدت عند مراجعتي لإحصائه أنه كان دقيقاً متفحصاً.ومن أبرز التفاسير التي اعتمدتها: (التبيان في تفسير القرآن) للطوسي، و(مجمع البيان) للطبرسي، و(الكشاف) للزمخشري، و(البحر المحيط) لأبي حيان الأندلسي، و(حاشية الشهاب) على تفسير البيضاوي، و(بيان السعادة) للجنابذي، و(الميزان) للطباطبائي، و(معاني القرآن) للفراء... إلخ. ومن كتب اللغة أهمها: (العين) للفراهيدي، و(الصحاح) للجوهري، و(لسان العرب) لابن منظور. وعددا من كتب النحو.