حذف حرف الجرّ من (أَنَّ وأَنْ ) المصدّريّتين دراسة تطبيقيّة في القرآن الكريم في ضوء المنّهج الوصفيّ

Abstract

الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ على خيرِ خلقهِ محّمٍد وآله الطّيّبين الطّاهرين، وأصحابه المنتجبين. وبعد...لعل إحدى أهمّ ظواهر الحذف في الدّرس النّحويّ ظاهرة (حذف حرف الجرّ) وهذا الحذف لا يكون في العربيّة إلا لفوائد وأغراض، وما يهّمنا هنا ظاهرة حذف حرف الجر من الحرفين المصدّريّين: (أنّ و أَنْ). ذلك أنّ لها أثرًا كبيرًا في بيان المعنى، أو في بيان الإعراب، فضلاً عن أنّ بعض النّحويين القدامى قد تعسّفوا في دراسة هذه الظّاهرة ، فذهبوا فيها مذاهب معقّدة في تحديد الحرف المحذوف ، وفي تحديد حكمه الإعرابيّ، وفي علّة حذفه، وفي جواز حذفه أو إبقائه، وذلك كان دافعًا في اختيار الموضوع. وهذا البحث الموسوم بـ(حذف حرف الجرّ من (أَنّ و أَنْ) المصدّريتّين) ـ دراسة تطبيقيّة في القرآن الكريم في ضوء المنهج الوصفيّ ـ يُسلط الضوء على الموضوعات الآتية:أولاً. (أَنّ و أَنْ) المصدّريّّتان. ثانياً. أنواع الحذف في العربية : أ. قياسيّ مطّرد ب . سماعيّ غير مطّرد .ثالثاً. جواز تقدير المحذوف من(أَنَّ وأَنْ) بحرفٍ واحدٍ، أو حرفين. رابعاً. علّة حذف الحرف من (أَنّ وأَنْ). ويقوم هذا البحث على الاستقراء الوصفيّ لآراء النحويين، وكذلك لما ورد في القرآن الكريم من آياتٍ في هذه المسالة، ودراستها دراسة وصفيّة، يُثبْتُ من خِلالها أنّ ما ذهب إليه الأقدمون كان بعيدًا عن روح الدّرس، وأنّ هناك تلازماً بين المعنى والإعراب، يؤثّر فيه الحرف حين يُحذف أو حين يُصرح بهِ، فضلاً عن أنّ الحذف أسلوبٌ من أساليب القرآن الكريم، يحقق فضيلة الإيجاز واستعمال أقلّ ما يمكن من الألفاظ لأداء المعنى المراد. وتظهر بجوار الإيجاز أغراض بلاغيّة يتطّلبها المقام ويقتّضيها السّياق. لست أدعيّ فضل السّبق في هذا الموضوع لنفسيّّ، ولكن الجديد فيه هو أنْ تكون دراسته دراسة وصفيّة بعيدة عن التّأويل والتّعقيد. ولا يسعني وأنا أقدم هذا الجهد المتواضع إلاّ أنْ أقول: إنْ كنت قد وفقت في عملي هذا فذلك من فضل الله تعالى عليً، وإن كانت الأُخرى فعذري أنّ هذا مبلغ جهدي، وقصارى عملي، وما أنا إلاّ طالبةُ علمٍ، وما الكمال إلا لله وحده. والحمدُ لله ربّ العالمين.