Constitutional basis for the protection of the environment from pollution

Abstract

يزخر القرآن الكريم بالعديد من الآيات القرآنية التي تُشير إلى قدرة الخالق عزّ وجل في بناء النظام البيئي على نحو يكفل توازنه. قال تعالى:[ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ * وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ] وكذلك قوله تعالى:[ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ]. وينهى الله سبحانه وتعالى عن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها في كثير من آيات الذكر الحكيم، قال تعالى:[ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ]( ). لقد حظيت دراسة البيئة باهتمام الباحثين في مجالات المعرفة والعلوم، حتى صار من المستقر في الأذهان أن الحديث عن حماية البيئة هو حديث عن سلامة الإنسان الذي ترتبط سلامته بسلامة البيئة التي يحيا فيها، بوصفه المستفيد الأول منها( ).والتلوث البيئي أحد صور الفساد الذي يقوم به الإنسان، ويمارس تأثيراً على توازن البيئة. وقد اتّسع نطاقه بفعل التقدم الحضاري والتكنولوجي الذي شهدته الإنسانية في السنوات الأخيرة للبيئة ( ).ولمواجهة حظر التلوث ومكافحته، فقد اهتمت الاتفاقيات الدولية والإقليمية بحماية البيئة، وكذلك الدساتير والقوانين الداخلية. والعراق بوصفه جزءاً من العالم، وإقليمه الجغرافي متصل بالكرة الأرضية، كان من الطبيعي أن يتأثر بالمشكلات العالمية، والتي منها مشكلة حماية البيئة من التلوّث، ولاسيما أن لدينا الكثير من المشاكل المتعلقة بالبيئة، والتي برزت في الآونة الأخيرة، وبصورة خاصة بعد عام 2003، في ظاهرة فضلات المصانع والمنازل، وظاهرة البناء غير القانوني، ومشاكل الطمر الصحي، وتلوّث الهواء بسبب عوادم السيارات والمصانع. وقد بذل العراق جهداً كبيراً في مُسايرة الاهتمام العالمي بحماية البيئة، فصدّق على المعاهدات الدولية وآخرها مؤتمر قمة الأرض للبيئة والتنمية لعام 1992 والذي عُقد بمدينة في البرازيل. وتم إنشاء وزارة للبيئة بعد عام 2003 تابعة لمجلس الوزراء، وهي هيئة حكومية تُعنى بسلامة البيئة واتخاذ التدابير اللازمة لذلك، بوصفها الجهة الرقابية المؤتمنة على حماية البيئة وضمان سلامتها. فضلاً عن إنشاء لجنة للبيئة في مجلس النواب.