Journal of Women's Liberation (the study of the social aspects)

Abstract

تعّد مجلة (تحرير المرأة) أول مجلة بعد الحرب العالمية الثانية ناطقة بلسان المرأة العراقية، فَقَبْلَ تلك الحرب صدرت عدّة مجلات بذلك الخصوص، ولكن لهذه المجلة ميزة خاصة، وهي أنّ غالبية مقالاتها فيها جانب الإرشاد والوعظ، والغرض منه تطوير ثقافة المجتمع العراقي لاسيما المرأة التي كانت تعيش في القرى والأرياف وعانت من الجهل والفقر والحرمان. ومن هذا المنطلق جاءت أهمية دراسة "الجوانب الإجتماعية في مجلة تحرير المرأة"، وعلى الرغم من الدراسات العديدة التي أسهبت في موضوع قضية المرأة والواقع الإجتماعي إلا أن هذا البحث أول مَنْ يتصدى لدراسة هذه المجلة، فهي لم تمثل حزباً معيناً أو إتجاهاً سياسياً محدداً، ولم تكن من مجلات السلطة أو من تلك المجلات التي ساندت الحكم الملكي في العراق.ومما زاد في أهميتها التاريخية أنّ مادتها الإجتماعية تتميز بالرصانة العلمية في تحديد الخلل أو المعضلة التي رافقت المجتمعات العربية لاسيما العراقي، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنّ المثقفات العراقيات الواعيات اللآتي كان لهنٌ دور مهم في تاريخ العراق المعاصر قد كتبن فيها. ويكفي أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر الباحثة نزيهة الدليمي أول وزيرة ليس على مستوى العراق فحسب بل على مستوى الشرق الأوسط. وعلى الرغم من صدور عددين فقط من هذه المجلة إلا إنها تعّد محاولة من المثقفات العراقيات لإيصال أفكارهن الى الرأي العام العراقي والعربي لإيجاد الحلول للمشاكل الإجتماعية التي تعانيها المرأة. وترتبط أهمية هذه الدراسة بأهمية القضايا الإجتماعية التي تناولتها مجلة (تحرير المرأة)، سواء على صعيد البيئة العربية الإجتماعية وإنعكاسها على واقع المرأة أو الصعيد التربوي من حيث إقتباس المعالم التربوية الصحيحة لتربية للأطفال أو على الصعيد الصحي وما يقاسيه المجتمع العراقي تحديداً في تلك الحقبة من مشاكل منها: إنعدام الخدمات في القرى والأرياف، الى جانب ضنك العيش وإنعكاسه على نفسية المجتمع. فكان لها دور في بسط الحقائق على صفحاتها أو عن طريق متابعتها للمؤتمرات العالمية المهتمة بشؤون المرأة والمدافعة عن قضيتها.ولكون غالبية المواضيع التي تناولتها المجلة تنصب في الناحية الإجتماعية، لذا فقد إقتضت الضرورة العلمية أن تقتصر هذه الدراسة على تلك الناحية فقط.وتضمن البحث مقدمة وثلاثة محاور وخاتمة، تناول المحور الأول العوامل التي ساعدت على ظهور المجلة ومنهاجها، ومن أبرزها إنقاذ المرأة من الجهل والفقر والحرمان وتعريفها بحقوقها وإنها ليست مجرد أداة لخدمة البيت وزوجها بل عليها إدراك مشكلات المجتمع والابتعاد عن عزلتها، وعدم استعبادها أو معاملتها معاملة تحطّ من كرامتها، وهذا لا يعني أن مطالباتها كانت منحصرة في حقوقها فقط بل طالبت بإعطاء الرجل حقوقه أيضاً فلا يمكن أن تنال المرأة حقوقها في ظل مجتمع لا يعطي للرجل حقوقه. أما منهاجها فطرحت فيه عدة محاور منها: الإجتماعية، والأدبية، والمؤتمرات العالمية المختصة بشؤون المرأة، وصفحة الطالبات، وأخيراً الأخبار والشؤون المحلية. وسلط المحور الثاني الضوء على المؤثرات الإجتماعية وانعكاسها على واقع المرأة، ومن أهم تلك المؤثرات السلبية الواقع البيئي التي كانت تعيش فيه المرأة، الذي كان الإقطاع مسيطراً عليه فإنه لا ينحصر على المجتمع العراقي وإنما جميع المجتمعات العربية آنذاك. الى جانب العادات والتقاليد الموروثة التي بعضها أجحف حقوق المرأة، وجعلتها تفقد الثقة بنفسها، ولذلك كان يسخر منها كل من يسمع بذلك، والدليل على ذلك أنّ مطالباتها مشروعة ركّزتْ على حرية التعليم والعمل في بناء المجتمع، وجرى الحديث عن موقف المرأة العراقية من المؤتمرات النسوية العالمية.