Read semantic logic of discourse analysis for letters meanings in Surat Inshirah

Abstract

يحتل الخطاب القرآني المكانة المثلى والموقع الأسمى من بين مراتب النصوص الخطابية كافة سواء كان ذلك على منحى النصوص الإلهية السابقة عليه أم على مسار إبداعات النتاجات البشرية مما هي خاضعة معيارياً لقابلية الخطأ والصواب؛ ذلك بأن لطبيعة التعبير القرآني سمة خصوصية تباين جميع ما دوّن سواه ، ولا يعلق هذا بما يستودع هذا الكتاب من مضامين تعجز البشر عن مجاراتها أو التوغل عمقاً للعودة بما يناغمها ، أو في أقل إمكان إعمال الذهن وصولاً إلى دواعي ورودها ، ليس هذا هو المحرك الأساس فحسب ؛ لأن المحتوى المقدس لا تنزوي فيه هوية الإعجاز وروعة التميز وحدها ،بل إن للهيأة المعمارية فيما يخص البناء التركيبي لنسج العبارات ولمهارة الإبداع الاستعمالي في تخير اللفظ المنتقى الذي ينساب انسجاماً مع السياق العام تارة ، والغاية الموضوعية تارة أخرى ، والإعجاز الأسلوبي تارة ثالثة . ولحسن الظفر بالوعاء الصياغي في حدود تشكل المفردة العربية مما يضفي دلالة متكاملة الأوجه على الموضوع تضافراً وحيثية البناء التنسيقي (التركيب الدلالي) والمادة الأصل (المعنى المعجمي) أو المادة المنتجة بفعل القرينة ،هذه الوجهات اللغوية كلها لها إسهاماتها الوافرة وعلائقها المتينة بمفهوم الإعجاز ، بل لا نجانب الصواب أو ندخل في نطاق المبالغة إذا قلنا إنها تمثل المنعطف الأكبر لنمو الإعجاز الإبداعي في تصور من يتلقى النص فضلاً عن المحتوى الداخلي وللبرهنة على هذا نرى أن العربي حينما يهتدي إلى النص القرآني قراءة أو سماعا فإنه يتلذذ أُنساً به منمازاً من حيث تملكه للذوق والتقبل الدلالي من غيره (الأعجمي) وإن كان كل منهم قد أسر القرآن قلبه واستحكم الإيمان على نفسه ، بيد أن الملاحظ لا يعدم الفارق الملازم بينهما من ناحية درجة تقبل النص وفهمه من حيث خطابه اللغوي.