Cuneiform text the Old Babylonian era

Abstract

منذ أن خلق الله البشر على هذه المعمورة بدأت عملية تكيف الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها لأنه جزء منها وبما يكفل الحفاظ على بقائه وبقاء الجنس البشري ومنذ ذلك الزمان ومرورا بمحطات العصور المختلفة خطت لهذا الإنسان مراحل لتطور الفكر البشري ونمط تفكيره في التغلب على كل الصعوبات التي تواجهه في الحياة اليومية ليس هذا فحسب بل أخذ يفكر في كيفية هيكلية الأشياء واستخدامها تبعاً لحاجته، ومن هنا استعمل الأرض(التربة) ومعظم ماعليها في الزراعة وبناء المرافق العمارية الدينية والمدنية وتناول عقله معظم العلوم والمعارف وسخرها لخدمته(1).وتأتي معرفة الإنسان بالأطوال والمقاييس الأخرى لحاجته الماسة اليها في حياته اليومية فهي السبيل المناسب والوسيلة المهمة في ضبط التعاملات اليومية وإشاعة روح العدل والمساواة بين الناس فالأشياء التي لها حجوم وشكل تعاملوا معها على أساس أن لها وزناً أيضاً كما إن المسافات والأطوال بين مدينة وأخرى ومكان وآخر له أهمية بالغة في الحسابات الدينية والمدنية بل وحتى العسكرية واذكر بهذا الخصوص مدينة بابل التي كان لها سورين رئيسيين أحدهما يدعى أمكور-انليل وهو السور الخارجي والآخر يدعى نميتي-انليل وهو السور الداخلي ومما يلاحظ على هذين السورين أنهما متباعدان بالشكل الذي لا يسمح لسهام العدو أن تصل الى السور الداخلي فضلا عن وجود دعامتين قويتين بنيتا من قبل الملك نبوخذنصر الى جانب السور الخارجي كما تشير النصوص المسمارية الى ذلك(2).ولا يعرف بالضبط متى اهتدى الإنسان الى معرفة الأطوال والمقاييس إلا أنه يمكن القول بنحو أو بآخر إن استعماله لها في بلاد الرافدين يعود لحُقب بعيدة بعد أن مكنته الحياة بكافة مفاصلها المتشعبة بالولوج الى استعمالها.