أشكال التعبير عن الإرادة في العقد الإلكتروني بين الشريعة والقانون -دراسة تأصيلية –

Abstract

بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد:يشهد العالم الآن العديد من المتغيرات الحديثة على الصعيد الدولي ، التي تستدعي الوقوف عليها ودراستها دراسة جدية تميط اللثام عن الكثير من جوانبها لاسيما الفقهية والقانونية .ولعل من أهم هذه المتغيرات ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي قضت على عنصري الوقت والمسافة ، والتي أدت الى تخطي الحدود الفاصلة بين الدول وعبر القارات ؛ حيث أصبح من السهل على أي شخص في أي مكان أن يحصل على جميع المعلومات التي قد يحتاج اليها في أي مجال من المجالات المختلفة عن طريق شبكة الانترنيت بمجرد الضغط على أزرار جهاز الحاسوب الالكتروني وأصبح العالم كله كقرية واحدة ينتشر فيها الخبر في التو واللحظة من أدناها الى أقصاها وفي كل اتجاه دون ان يكون للفوارق الزمانية ، والفواصل الجغرافية والسياسية أي تأثير .ومن أبرز النوازل في هذا المجال خصوصاً في مجال المعاملات المالية العقد الألكتروني فقد ظهر هذا العقد في ظل هذه الظروف العلمية المتسارعة واصبح التعامل به بين الأفراد المتباعدين في شتى انحاء الأرض وكأنهم في مجلس واحد ؛ نتيجة للزيادة المضطردة في معاملات التجارة الالكترونية التي أدت الى زيادة كبيرة في العقود الالكترونية المبرمة .فالعقد الإلكتروني يعد بمثابة القلب النابض للتجارة الإلكترونية، حيث أنه يمثل ترجمة شرعية وقانونية لتلاقي الإرادات بين البائع ومقدم الخدمة من ناحية والمشتري أو المستهلك من ناحية أخرى .لذا اخترت أن أكتب عن العقد الألكتروني وعن اهم ركن فيه الا وهو الايجاب والقبول وما هي الأشكال والوسائل التي يعبر بها عن هذا الركن المهم بالطرق الالكترونية ؛ فكان عنوان بحثي هو (( أشكال التعبير عن الارادة في العقد الالكتروني بين الشريعة والقانون)) – دراسة تأصيلية- لما ينطلي تحت هذه النوع من العقود من الجوانب الفقهية والقانونية ، علماً أن هذه الدراسة لن تكتمل وتستوي على سوقها- على ما يبدو لي- ان درست هذه الأنواع من العقود من وجهة النظر الشرعية فقط ؛ لأنها من العقود المستحدثة التي لا نجد لها ذكراً في مصنفاتنا الفقهية القديمة ، الأمر الذي دعاني الى إستخدام الكثير من المصادر والمراجع التي تكلمت على هذا النوع من العقود بالاضافة الى المصادر القانونية التي تناولت الجوانب القانونية للعقد الالكتروني ؛ ومن خلال هذه الدراسة الجامعة استطعت – بفضل الله – ان اعكس صورة واضحة عن اشكال التعبير عن الارادة في العقود الالكترونية مؤصلاً جوانبها من الناحيتين الشرعية والقانونية .وعلى هذا كان منهجي في البحث هو الموازنة بين العقد التقليدي الذي ذكره فقهاء الشريعة في مصنفاتهم ثم اردفه بالرأي القانوني – والذي غالباً ان لم يكن دائمًا لا يخرج عن الرأي الشرعي- ومن ثم أُخرِّج جوانب التعبير عن الارادة في العقد الالكتروني مستندا على الأقوال الفقهية والقانونية المتعلقة في العقود في هذا الجانب ؛ وما تفرد به العقد الألكتروني عن العقد التقليدي من خصائص او ميزات استخلصتها من المصادر ذات الصلة والتي بمجموعها لم تخرج عن القواعد العامة للعقود من وجهة النظر الشرعية والقانونية ، فكانت هذه الدراسة ، دراسة تأصيلية لأشكال التعبير عن الارادة في مثل هذه العقود .وأقتضت طبيعة البحث ان أقسمه على مقدمة ، وأربع مطالب ثم خاتمة واستنتاجات .المطلب الأول : تكلمت فيه عن مفهوم العقد في الشريعة والقانون وطرق التعبير عن الارادة ، وفي المطلب الثاني : طرق التعبير عن الإرادة في التعاقد عبر شبكة الانترنيت ، تكلمت فيه عن الايجاب والقبول الالكتروني وما يخصهما ، وفي المطلب الثالث : خصائص الإيجاب الالكتروني ولغته وصوره عبر الانترنيت ، وقد أحتوى هذا المبحث الكثير من الفروع كخصائص الايجاب والقبول الالكتروني وغيرها ، والمطلب الرابع : القبول الالكتروني : خصص للكلام عن القبول الالكتروني فقط وما يتعلق به من شروط ، ثم خاتمة واستنتاجات تضمنت اهم ما توصل اليه البحث من نتائج واخيراً قائمة بالمصادر والمراجع المستخدمة في البحث .هذا جهد المقل فما كان فيه من صواب فمن الله وبتوفيقه ، وما كان غير ذلك أستغفر الله العظيم منه واتوب اليه .وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.