Prisoner rights in the legal thought of Imam Ali ibn Abi Talib (AS)

Abstract

لطالما شغلت حقوق الإنسان وحرياته الفكر القانوني على امتداد المراحل الزمنية للأجيال الإنسانية، لأنه بصيانة هذه الحقوق والحريات تصان كرامة الإنسان بما هو إنسان، بصرف النظر عن جنسه أو معتقده أو لونه. ويمثل السجناء طائفة من أفراد المجتمع غير إنهم وقعوا تحت ظروف معينة ساعدت على ارتكابهم الجريمة، وانطلاقا من تغير النظرة إلى دور المؤسسة العقابية من التنكيل والتعذيب إلى الإصلاح والتأهيل، انقدحت الأفكار الإنسانية عند إقرارها لحقوق السجناء بنظريات اجتماعية وقانونية، وضعت بنصوص تشريعية لتضع بذلك التزاما على عاتق الدولة بضرورة تطبيقها لكون هؤلاء النزلاء هم من بني البشر، ولعل فيهم من سجن دون وجه حق، أو لا يزال في مرحلة التحقيق والمحاكمة. وفي هذا السبيل عقدت المؤتمرات الدولية وكتبت توصيات عالمية تبرز هذه الأفكار والنظريات، واجتهدت التشريعات الوطنية من دستور وقانون عادي لتضمين ذلك كله في ثناياها وذلك على اختلاف الاتجاهات الفلسفية التي تعتنقها هذه الدولة أو تلك. ويمثل فكر الإمام علي بن أبي طالب a أروع أنموذج للفكر الإنساني المتحضر، فقد اهتم a أيما اهتمام بحقوق الإنسان كافة الشخصية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سواء كان هذا الإنسان مسلما أم غير مسلم سجينا أم غير سجين، فقد جاء الإمام علي في جانب حقوق السجناء بمبادئ وأحكام مستوحاة من روح الدين الإسلامي الحنيف، وذلك من حيث كيفية بناء المؤسسة العقابية، ومن حيث نوع المعاملة الإصلاحية المتبعة فيها، فأضحت هذه التطبيقات المضيئة منهلا للمشرعين على اختلاف دولهم واختلاف درجات التشريع، فنجد لها أثرا في التشريعات الدولية والدساتير والقوانين الوطنية، وذلك قبل إقرارها في هذه التشريعات الوضعية بفترة زمنية طويلة جدا، لتكون مبادئ قانونية عامة في نظم العالم القانونية الحديثة.