American political discourse and its interest in the Islamic world

Abstract

افترق الاستشراق الأمريكي عن نظيره الأوروبي، من خلال تشكيله استشراقاً خيالياً روحي الطابع، ومتبايناً في وظائفه الاستراتيجية، فقد نسج المفكرون الأمريكيون الأسطورة الأمريكية لشعبهم، من خلال موضعة العالم العربي في بنائها الأساسي، وعبر رمزية (كريستوف كولومبس) الذي يعدّ الرجل الأمريكي الأول، والمنطلق من إسبانيا ذات البعدين العربي والأوروبي، ورحلته إلى العالم الجديد، تبدو مقارنة رحلته المنطلقة من الأندلس، نقطة التقاء الشرق القديم (العرب - الإسلام) بالغرب القديم (أوروبا- المسيحية) لتحقيق مزاوجة بين نصفي العالم القديم، على أرض أمريكا الوليد الجديد. وبهذه الرؤية الرمزية تمكن الاستشراق الأمريكي، من تبرير أهمية العالم العربي ودوره في صياغة مستقبل الولايات المتحدة، بوصفه أحد عناصر رؤيته الحالمة للمستقبل.إلا أن بداية الاستشراق الأمريكي الرسمية، تنطلق من خلال تأسيس (الجمعية الشرقية الأمريكية) عام 1842م، بهدف تنظيم أنشطة المهتمين بالعمل الاستشراقي، في ضوء تزايد أعدادهم، والحاجة إلى تحريره من الرؤى الرومانسية والتخيلية، المصطبغة بالتراث الأوروبي إلى حد بعيد، وعلى الرغم من انضمام أكاديميين مهمين، إلى هذه الجمعية (أمثال فيلتون وسالزبري)، فإن الكنسية بروحها التنصيرية، ظلت مهيمنة على العمل الاستشراقي الأمريكي حتى بدايات القرن العشرين، والذي عرف منحنى أكاديمياً واضحاً أسهم في إنضاج الرؤى الاستشراقية الأمريكية على يد (وتني)