النداء دراسة أسلوبية

Abstract

النداء باب حيوي من أبواب النحو لأهميته البالغة ، ولعله أكثر أبواب النحو استعمالاً في كل مجال ، ودوراناً على الألسنة ، فهو ينادي الفرد والجماعة ، وينادي العالم المرئي وما وراء الطبيعة ، وينادي العاقل وغير العاقل ، والحي والجماد. ومن الواضح أن النداء مر بمراحل تطورية ، وكانت له طفولته ، مرَّ في أطوار : الإشارة والإيماءة والغمزة واللفتة والحركة والبسمة والصراخ المقصود ، حتى أخذ صورته المثلى. والنداء يؤدي وظيفة كبيرة بين أفراد البشر من خلال طريقته المثلى بصيغه الظاهرة والمحذوفة وأشكاله المختلفة ، وأساليبه المتنوعة التي تدل على أهميته ضمن المنظومة اللغوية العربية. ومن أبرز الوجوه البلاغية فيه :1.أنه أسلوب إنشائي سمته الطلب والخطاب ، وله مزايا بلاغية متوافرة.2.أن التنوع في أدوات النداء ليس وليد المصادفة ، وإنما لأغراض بلاغية ، فلكل أداة من هذه الأدوات معناها ومدلولها اللغوي والوظيفي فضلاً عن معناها البلاغي ، وهذا يجعلها موضوعاً من موضوعات البيان والبلاغة. 3.يخرج النداء عن أغراضه الأصلية ، ويستعمل لأغراض بلاغية مختلفة.4.للنداء في القرآن الكريم أغراض ، لذا دفعت البلاغيين للاهتمام به ، وكان ضمن معالجات الموضوعات البلاغية. 5.يلحظ أن القصائد الشعرية والخطب في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور ، لا تكاد تخلو من النداء تصريحاً أو تلميحاً لأغراض بلاغية.والنداء من الموضوعات التي استعملها الأدباء ليعبروا عن مواقفهم الشعورية ، وتؤدي بلاغة الأديب دوراً بارعاً في تناولها والتعبير عنها.وفي النداء أمور نجملها بالشكل الآتي:1.في النداء إقامة علاقة مع الآخر ، أما للحوار ، وأما لأغراض أخرى تفهم من سياق الكلام.2.فيه حث على الاهتمام بموضوع الكلام والدعوة للتبصر به.3.فيه توجيه الأنظار إلى المنادى وتركيز الاهتمام به.4.وفي النداء ضرب من الإيجاز واختصار للكثير من الكلام.5.كما أن فيه نمطاً من التلوين الكلامي والالتفات البليغ

Keywords

النداء