الأوضاع السياسية في الإمبراطورية الساسانية (226–459م)

Abstract

تعد الإمبراطورية الساسانية إحدى أهم الإمبراطوريات التي برزت في بلاد فارس خلال حقبة التأريخ القديم، والتي سيطرت على بلاد فارس حوالي أربعة قرون وشغلت المدة (226–651م)، وتمكنت من التوسع في أغلب أقاليم الشرق الأدنى القديم، ونافستها الإمبراطورية الرومانية التي سعت هي الأخرى للتوسع في الشرق الأدنى القديم، وكانت الإمبراطورية الساسانية العائق الوحيد أمام طموحاتها، ونحاول في هذا البحث إلقاء الضوء على الأوضاع السياسية التي سادت هذه الإمبراطورية مركزين على أهم الملوك الذين حكموا هذه الإمبراطورية وأبرز أعمالهم ومآثرهم التي خلدت أسمائهم. لقد أدى ملوك الدولة الساسانية أثراًً بارزاً في سير أحداث ليس تأريخ الشرق الأدنى القديم حسب بل في تأريخ العالم القديم بصورة عامة، لاسيما وأن هذه المملكة تحولت بفضل جهور ملوكها إلى إمبراطورية هي الأكبر بعد إمبراطورية الإسكندر المقدوني، وهي آخر إمبراطورية من حقبة التأريخ القديم، وكانت نهايتها بداية لحقبة التأريخ الوسيط الذي يمثله التأريخ الإسلامي في الشرق الأدنى.كان لبيئة وجغرافية إيران أثر واضح في أوضاع إيران التاريخية العامة والسياسية بشكل خاص، كما أسهمت الحضارات الفارسية التي سبقت ظهور الساسانيين على مسرح الأحداث في فارس القديمة أسهمت في التشكيل النفسي للملك الفارسي الذي ورث تلك الحضارات التي سبقته والتي كانت توسعية في خطاها بصورة عامة، إذ نحت ممالك الميديون والأخمينيون والفرثيون نحو التوسع على حساب الأراضي المجاورة لها لاسيما تلك التي تقع إلى الشرق منها.