ثالوجه الانساني للشاعر الصعلوك في العصر الجاهلي

Abstract

عاش المجتمع العربي قبل الإسلام في ظروف بيئية ومناخية قاسية ألقت بظلالها على موارد المعيشة التي كانت ضعيفة لا تسد الحاجة ، فضلاً عن ذلك إن البناء القبلي للمجتمع الجاهلي هو بناء طبقي (أسياد وعبيد وطبقة تتوسط بين الاثنين) ، وهذا البناء الاجتماعي أسهم بشكل كبير في تعميق الفوارق الطبقية بين أبناء المجتمع الواحد .فقد انقسم المجتمع الجاهلي على طبقتين اقتصاديتين ، طبقة تملك السلطة والاموال وتهيمن على كل مظاهر الحياة ، وأخرى فقيرة محرومة تعاني ويلات الجوع وشظف العيش ، ولذلك ولدت الصعلكة بشكل طبيعي لتعبر عن الواقع المتردي فهي ثورة ضد الظلم والحيف ، وإعلان للرفض والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية ، واسترداد للحقوق المستلبة بالقوة ، لان القوة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق العدالة الاجتماعية التي تتمثل بتكافؤ فرص العيش ، وتوزيع الثروات توزيعاً عادلاً بين كافة افراد المجتمع .فالصعلكة وفق هذه الرؤية ليست ظاهرة سلبية لأن المجتمع كله قائم على الغزو والإغارة ومبدأ البقاء للأقوى هو السائد في الجزيرة العربية ، وانما هي نزعة انسانية نبيلة ووجه من وجوه الفروسية لما يتصف به الصعلوك من صفات إنسانية نبيلة تحملنا على الإعجاب به لا إزدراءه كالكرم والشجاعة والمروءة والصبر ومساعدة الفقير والمحتاج وإيثار الضعيف من الناس ويمكن القول ان الصعاليك يمتازون بفرط الاحساس ، لانهم شعروا قبل غيرهم بهذا الظلم الذي لحق بهم ففقدوا توافقهم مع المجتمع ، وكثيراً ما شكوا من هوان منزلتهم وعدم تقدير المجتمع لهم .