الأثر الدلالي لمعاني القرآن وإعرابه للزّجّاج في الكشّاف للزمخشريّ

Abstract

لا شكّ أن كتاب (الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) للزمخشريّ- بما احتوى عليه من التوصيف الذي بهر بجنسه الأدباء وقهر بفصاحته البلغاء- يمثل النضج الفكري والتكامل المعرفي عند الزمخشريّ، إذ أودعه الزمخشريّ جلّ ما حصّله من علوم، فنراه فيه مستوعبًا دلالات الآيات القرآنية من خلال الإحاطة بمعاني ألفاظها، والسياق الذي وردت فيه، ومستدلا عليها بالأدلة والشواهد بأسلوب بارع يجمع حصافة الرأي إلى بلاغة التركيب مع التنبيه على مظان الحقيقة والمجاز أينما وجدت. وقد كان لعقلية الزمخشريّ العلمية الفذّة الأثر الكبير في تنوّع أساليب تفسيره لآيات القرآن الكريم، فضلا عمّا تأثّره عن العلماء القدماء في تبيين الدلالة اللغوية للآيات القرآنية، ومنهم أبو إسحاق الزّجّاج (ت311هـ) الذي نهل الزمخشريّ من كتابه (معاني القرآن وإعرابه) الشيء الكثير. وللوقوف على حجم هذا الأثر ونوعه في المستوى الدلالي اتبعت منهجًا دقيقًا يقضي بالموازنة بين أقوال الزّجّاج في معاني القرآن وإعرابه وأقوال الزمخشريّ في الكشّاف في كل آية تناولاها بالتفسير فما وُجد من تطابق بينهما في الحقل الدلالي عُدَّ من الأثر وانتظمته بطاقة خاصة.