التعددية الدينية عند إخــوان الصفــاء

Abstract

إن كلمة (Plural) تعني الكثرة، والتعدد، والبلورالية (Pulralism) أي التعددية: هي المذهب الذي يميل إلى الكثرة والتعدد ( )، أو هي الاعتراف برسمية التعدد والتنوع في الثقافات والأديان واللغات والتجارب البشرية ( )، وهي نظرية معاصرة تنهض على أساس رفض التنابذ والتخالف، وتسعى إلى إيجاد صيغة تآلفية تسمح بالانسجام بين الأديان والمذاهب المختلفة، فالتعدد هو الكثرة والتعددية هي القبول بهذه الكثرة.2- إن ظاهرة التعدد والتكثر مسألة طبيعية، فإن مظاهر التنوع والتعدد موجودة في كل شيء حولنا في الأحياء: نباتاً أو حيواناً أو إنساناً، وفي الجماد: أرضاً وسماءً ومَاءً وموجودة بين البشر بدءاً بالاختلاف الخَلقي في البنية الجسدية والمظهر الخارجي من أبيض وأسود وضعيف وقوي وطويل وقصير أو في اللسان واللغة وانتهاءً بالاختلاف الفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي والديني والاجتماعي ( ).3- إن اصطلاح البلورالية(التعددية) مستمد من الثقافة الغربية، فقد كان متداولاً في البداية في العرف الكنسي، بحيث أنهم كانوا يطلقون كلمة البلورالية بحق ذلك الشخص الذي يمتلك عدة مناصب كنسية، بيد أن هذا الاصطلاح قد اكتسب مدلولاً معاصراً آخر في الميدان الثقافي وصار يعني في المجال الفكري والديني ضرورة تقبل العقائد والمناهج المختلفة. فبعد اتساع مجال الارتباط بين المجتمعات المختلفة لاسيما بعد الحروب الدينية والمذهبية الشديدة (كالحروب الصليبية بين المسلمين والمسيحيين والحروب بين أتباع المسيحية أنفسهم والتي ما تزال مستمرة حتى اليوم بين الكاثوليك والبروتستانت سيما في ايرلندا...) وبعد الآثار السيئة جداً التي خلفتها هذه الحروب، بعد كل ذلك تعزز الاعتقاد بضرورة الاعتراف بالمذاهب الأخرى والدخول في مرحلة السلم معها وبصورة تدريجية أخذ مصطلح (البلورالية) أو التعددية يكتسب مضموناً فلسفياً فيما بعد، فصارت التعددية تعني القبول بالتعدد