إشكاليات الديمقراطية التوافقية وانعكاساتها على التجربة العراقية

Abstract

من المربك فكريا وإجرائيا أن يتم تداول مفردة الديمقراطية بشكل واسع وكبير ، وفي عين الوقت لا يوجد اتفاق على هذا المفهوم، خصوصا إذا كانت للمفهوم إضافة تحاول أن تعطيه خصوصية قد تصل أحيانا إلى حد تجريد مفهوم الديمقراطية من جوهره ، لذا نجد تنوعا في تداول الديمقراطية في الأدبيات السياسية، فهناك الديمقراطية المباشرة ، وشبه المباشرة، والشعبية، والاشتراكية، والليبرالية، والتوافقية،........(1).
تطرح الديمقراطية التوافقية كشكل من أشكال ممارسة السلطة في البلدان المتعددة، أو التعددية، أو المتنوعة مجتمعيا والتي تعاني من ضعف في الوحدة الوطنية وتواتر في الأزمات السياسية، لذلك فعملية إشراك جميع المكونات المجتمعية، الأغلبية والأقلية، في صنع القرار السياسي يعد، حسب مؤيدي هذا الشكل من الديمقراطية، ضمانة لعدم الانزلاق في مواجهات وحروب أهلية .
تلك الفلسفة قد تطرح إشكالات في التطبيق العملي، والسؤال المركزي للبحث هو هل أن الديمقراطية التوافقية تضع حلولا للمجتمعات المتنوعة ؟ أم إنها تخلق إشكالات وتعمق الانقسامات ؟