المجتمع الاسرائيلي "دراسة في النشأة والتكوين"

Abstract

الخاتمة
ان عملية تكوين المجتمع الاسرائيلي هي حصيلة تكوين استيطاني استعماري. وهذا التكوين قد خلق تناقضاً اساسياً بين المستوطنين اليهود وبين اصحاب الارض الاصليين الفلسطيينين العرب. حيث الهدف الاساس للمستوطنيين اليهود لحل هذا التناقض يتمثل في الغاء حضارة وثقافة الفلسطينين العرب وتصفية وجودهم بشتى الاساليب والسبل. في مقابل ذلك يقف الطرف العربي الفلسطيني الذي يشكل جماعة متماسكة قوميا وحضاريا والذي يجد عمقه على امتداد الوطن العربي الذي يرفض (اسرائيل) تحدي السيطرة الاستيطانية الاستعمارية الصهيونية ويعبر عن ذلك بكل وسائل الكفاح والنضال التي بمقدوره عملها. وعلى هذا فالوجود العربي الفلسطيني يشكل خطراً من شأن فاعليته ان تهدد بتقويض اركان المجتمع الاسرائيلي.
انعكست السمة الاستيطانية على البنية الاجتماعية فعلى الرغم من نجاح الحركة الصهيونية في استقدام المهاجرين اليهود الى ارض فلسطين غير انها فشلت في صهر جماعات المهاجرين اليهود في بوتقة واحدة.حيث ان استقدام المهاجرين رافقة في ذات الوقت عمليات استيعاب وتنشئة اجتماعية قامت بها المؤسسات الصهيونية والحكومة الاسرائيلية لتحقيق الاندماج الاجتماعي للمهاجرين المتنوعي الاصول الحضارية والثقافية. ولكن معطيات الواقع الاسرائيلي تكشف عن الفشل في تحقيق هذه المهمة حتى الان . حيث تبرز وبوضوح المشكلة الاثنية وحالة الصراع الاجتماعي بين اليهود الاوربيين واليهود الشرقيين هذه المشكلة تأخذ بعداً طبقيا ً–ثقافياً في التمييز ضد اليهود الشرقيين وتجعلهم في محيط المجتمع في حين يستمر الغربييون في احتلال موقع مركز المجتمع. ومن الطبيعي ان تفرز المشكلة الاثنية علاقات تنافر بين الجماعتين اليهوديتين الشرقية والاوربية تنطوي على وجود قيم ومعتقدات متباينة ومتناقضة. كم ان العنصر اليهودي الشرقي يمثل المكانة السفلى في سلم العمل والدخل بين اليهود وانعكس هذا الواقع على مركزه الاجتماعي المتدني. ومن الطبيعي فان ارتباط المكانة المتدنية اجتماعيا واقتصاديا بالتمييز ضد اليهود الشرقيين يجعل المشكلة اكثر خطورة بل قد تؤدي الى تمزق جسد المجتمع الاسرائيلي وتقوض اركانه.
فضلاً على ذلك فان البنية الاجتماعية تكشف عن وجود ظاهرة صراع الاجيال وبروز ما يطلق عليه بجيل ((الصابرا)) الذي يراهن عليه الاسرائيليون باعتباره يمكن ان يكون كتلة واحدة من المواطنين الاسرائيليين تحل محل الجماعات المتنافرة غير ان نتيجة البحث تنفي ان يشكل هذا الجيل تكويناً سايكولوجياً موحدا للهوية الاسرائيلية.