اتجاهات الشباب العراقي نحو الهجرة للخارج

Abstract

"تلعب الاتجاهات دوراً محورياً في حياة الإنسان، ومن ثم يستحيل أن يكون هناك إنسان بغير إتجاهات معينة يؤمن بها ويتحمس لها ويدافع عنها، وتتحول بفعل استقرارها وثباتها في داخله إلى مكون من مكونات شخصيته(عيد،2000،ص85)تعد الاتجاهات موضع اهتمام كبير في جميع الازمنة والاوقات ومراحل نمو وتطور المجتمعات خلال الحرب والسلم والبناء الاجتماعي والاقتصادي لأي بلد، ويمكن معرفة سلوك الناس في أي مجتمع من خلال معرفة أتجاهاتهم وبالتالي أمكن التأثير على هذه الاتجاهات نحو السلب أو الايجاب."يمكن أن تكون عملية تغيير الاتجاه عملية بطيئة إلا أن الاتجاهات تتغير عندما يتعرض الناس لخبرات ومعلومات جديدة، ومن المحتمل أن الاتجاهات تتغير بنفس الطريقة التي تتكون بها في البداية أي عن طريق الملاحظة والاشتراط الاجرائي والاستجابي والانماط المعرفية للتعلم(دافيدوف،1983،ص776)ترتبط الاتجاهات بالانفعالات والدوافع ويؤثر فيها الحالة المزاجية للفرد ومدى قوة ذلك الدافع نحو القيام في عمل كبير من المحتمل أن يغير اتجاه الفرد نحو البيئة التي يعيش فيها أو البلد أو المهنة أو إتخاذ (Schwalbe,2005,p80)قرار مصيري " يؤثر في هويته رغم أهمية وقيمة تلك الهوية وعليه نتوقع أن تؤثر أمزجتنا في اتجاهاتنا وخصوصا القرارات التي تتعلق بتغيير أوقرار الهجرة. تعد ظاهرة التفكير بالهجرة لدى الشباب العراقي من الظواهر التي تؤثر في عدة ميادين من ميادين الحياة بالعراق ومنها الاقتصادية والبناء والمستقبل والتماسك الاسري والاجتماعي فضلا عن الطاقة البشرية المهيئة للعمل.إن المشاكل الاجتماعية وعدم استقرار الظرف الامني ومطالب تحقيق الطموح العالية لدى الشباب دفعت بالكثير منهم في العراق بالتفكير بالهجرة وهي إلى حد كبير نتيجة منطقية تدعو لتكوين اتجاهات لديهم نحو الهجرة أو البحث عن الاستقرار أمنيا أو دراسياً أو في مجال العمل.هناك إهتمام كبير بفكرة الهجرة بين الشباب في مختلف الاعمار والمراحل الدراسية أو اصحاب المهن أو العاطلين عن العمل أو ممن يعملون في مؤسسات الدولة بالعراق الرسمية وغير الرسمية، وبات من الممكن دراسة هذه الظاهرة حاجة ماسة لفهم هذه الظاهرة وقياس إتجاهات الشباب في العراق نحو هذه الظاهرة التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً في حياتهم وشغلهم الشاغل. ان خسارة العراق يوميا بسبب هجرة الشباب لا يمكن ان تعوض لاسيما إن من يغادر العراق لا يرغب بالتفكير بالعودة اليه مرة اخرى لما سيلاقيه من وضع امني مستقر فضلا عن فرص أخرى للدراسة أو الارتباط بعلاقة زواج أو بعمل أو بتكوين اندماج جديد في المجتمع، وإن كان يحتاج لمدة زمنية قد تطول.