Search results:
Found 3
Listing 1 - 3 of 3 |
Sort by
|
مرت العلاقات العربية الايرانية بمنعطفات كثيرة عبر التاريخ القديم والحديث والمعاصر، فقد تميزت قبل ظهور الاسلام بطابع السيطرة الساسانية وقمع العرب المتمردين على هذه السيطرة ، فيما تحولت بعد ظهور الاسلام والفتح الاسلامي لايران علاقات تزاوج حضاري حيث اوجدت عشرات المراكز الحضارية في الكوفة والبصرة ونيشابور وبليخ وبخارى وخوارزم وبغداد ..الخ والى تزاوج عرقي انشأ فيما بعد اجيال مسلمة تتكلم باللغتين العربية والفارسية ، هذه المظاهر الايجابية في الاندماج كان يشوبها احيانا استعلاء جاهلي عربي ورد فعل سلبي .. غير ان الطابع العام للقاء العربي الايراني على مر التاريخ الاسلامي يشكل قدرة الاسلام على صهر الشعوب في بوتقة الرسالة وجعلها قادرة على تجاوز الحساسيات العنصرية والاقليمية ، الا ان القرون التي تلت تلك الحقبة تداعت الامة الاسلامية وضيقت شخصيتها وظهرت اطروحة القوميات على غرار النمط الاوربي لتحل محل الدين وتحولت الامة الاسلامية الى امم اثيرت في داخلها مشاكل الحدود والاقليات والقوميات وتحولت هذه المشاكل الى حروب وصراع وتحركت الاقلام باتجاه التنافر القومي الى تعميق الهوة التاريخية وغطت على الايجابيات واستمرت الموجة القومية والاعمار والتمدن وظهر للجميع ان العالم الاسلامي مستهدف بأجمعه في اطار حرب حضارية لاتميز بين عربي وفارسي وتركي ، الا ان الصحوة الاسلامية استطاعت ان تذيب كثير من الحواجز المفتعلة بين الامة الاسلامية والتحول الاسلامي الكبير في ايران وجعل هذا البلد ينفتح على العالم العربي بحيث اصبحت المشتركات كبيرة في مجال الهموم والامال والتحديات والفكر والمشاعر
معظم ما وقع في السنوات التي أعقبت الحرب الأمريكية على الإرهاب بعد 11 أيلول عام 2001 من مواجهات ، كان الهدف ، هو البحث عن الدور الفاعل والنفوذ والتأثير في السياسة الدولية بما يحقق أهداف واستراتيجيات ترسمها الدول لنفسها ، فكل لاعب له دوافع معينة تبرر نفوذها وادوارها، وبقدر ما يتعلق الأمر بادوار كل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية بعد المتغيرات الدولية الجديدة بما فيها اجتياح كل من العراق وأفغانستان، والحضور العسكري الأمريكي بقوة في منطقة الخليج العربي ، والدعوة إلى نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في هذه المنطقة وتغبير الأنظمة السياسية فيها ، أدركت إيران الخطر الذي يمكن أن تواجهه مستقبلا ، لاسيما وان الولايات المتحدة الأمريكية قد صنفت إيران ضمن ما يعرف( محور الشر ) ، وعلى هذا الاعتبار استخدمت هذه الأخيرة مقومات القوة التي يمكن استخدامها في كل من العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان ، فضلا عن موقعها الاستراتيجي المهم ، وثرواتها الاقتصادية ، وامتلاكها مصادر الطاقة المؤثرة في اقتصاد العالم، كل ذلك يمكن إدراجه ضمن العوامل الايجابية التي تسعى إيران من خلالها تجسيد دورها في المنطقة
لقد اضحى معروفا ان كل ظاهرة سياسية دولية تنبع من تفاعل مجموعتين من المتغيرات الداخلية والخارجية وهذا ينسحب على الملف النووي الايراني وتداعياته باعتباره قرارا داخليا يعتمد على مقومات الدولة من جهة وعلى تأثير هذا القرار على السياسة الخارجية وبالتالي علاقتها مع الدول الاخرى لا سيما علاقتها مع الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها اللاعب الاساسي والفاعل في الساحة الدولية في المرحلة الراهنة على الاقل ، ومن هنا تأتي مشكلة البحث المطروح باعتبار ان بلورة استراتيجية رشيدة وواقعية تستدعي اخذ الحقائق الثابتة بنظر الاعتبار وعدم اغفال المتغيرات المحتملة ...التحليل الذي يرد في هذا البحث يعتمد على دراسة العوامل ذات الأثر الاكبر في نظرنا وعلى السلوك السياسي لكلا البلدين ، سنعتمد على تحليل القراءات التاريخية والاتجاهات العامة للتجاذبات السياسية التي اتبعتها كل من ايران والولايات المتحدة الامريكية وصولا الى الاحتمالات المستقبلية .
Iran's nuclear --- relations --- نووي --- مستقبل --- علاقات
Listing 1 - 3 of 3 |
Sort by
|